وقدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفد بنى حنيفة ، فيهم مسيلمة ابن حبيب الحنفى الكذاب ، وكانوا قد خلفوا مسيلمة فى رحالهم ، فلما أسلموا ذكروا مكانه ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا قد خلفنا صاحبا لنا فى رحالنا وفى ركابنا يحفظها لنا ، فأمر له رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمثل ما أمر به للقوم ، ثم انصرفوا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وجاءوه بما أعطاه. فلما انتهوا إلى اليمامة ارتد عدو الله ، وتنبأ وتكذب لهم ، وقال : إنى قد أشركت فى الأمر معه. ثم جعل يسجع لهم الأساجيع ، وأحل لهم الخمر والزنا ، ووضع عنهم الصلاة ، وهو مع ذلك يشهد لرسول الله صلىاللهعليهوسلم بأنه نبى.
* * *
وقدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفد طىء ، فيهم زيد الخيل ، وهو سيدهم ، فلما انتهوا إليه كلموه ، وعرض عليهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم الإسلام ، فأسلموا ، فحسن إسلامهم. وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما ذكر لى رجل من العرب بفضل ثم جاءنى إلا رأيته دون ما يقال فيه ، إلا زيد الخيل ، فإنه لم يبلغ كل ما كان فيه ، ثم سماه رسول الله صلىاللهعليهوسلم : زيد الخير ، فخرج من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم راجعا إلى قومه ، فلما انتهى إلى ماء من مياهه ، أصابته الحمى بها فمات.
* * *
وأما عدى بن حاتم فكان يقول : ما من رجل من العرب كان أشد كراهية لرسول الله صلىاللهعليهوسلم حين سمع به منى ، فلما سمعت برسول الله صلىاللهعليهوسلم كرهته ، فقلت لغلام كان لى عربى ، وكان راعيا لإبلى : لا أبا لك ، أعدد لى من إبلى أجمالا ذللا سمانا ، فاحتبسها