وقدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم الجارود بن عمرو بن حنش ، أخو عبد القيس ، ولما انتهى إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم كلمه ، فعرض عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم الإسلام ، ودعاه إليه ، ورغبه فيه. فقال : يا محمد ، إنى كنت على دين ، وإنى تارك دينى لدينك ، أفتضمن لى دينى؟ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : نعم ، أنا ضامن أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه. فأسلم وأسلم أصحابه ، ثم سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم الحملان (١) ، فقال : والله ما عندى ما أحملكم عليه. قال : يا رسول الله ، فإن بيننا وبين بلادنا ضوال من ضوال الناس ، أفنتبلغ عليها إلى بلادنا؟ قال : لا ، إياك وإياها فإنما تلك حرقى النار.
فخرج من عنده الجارود راجعا إلى قومه ، وكان حسن الإسلام ، صلبا على دينه ، حتى هلك وقد أدرك الردة. فلما رجع من قومه من كان أسلم منهم إلى دينهم الأول ، مع الغرور بن المنذر بن النعمان بن المنذر ، قام الجارود فتكلم ، فتشهد شهادة الحق ، ودعا إلى الإسلام ، فقال : أيها الناس ، إنى أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأكفر من لم يشهد.
* * *
وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث العلاء بن الحضرمى قبل فتح مكة إلى المنذر بن ساوى العبدى ، فأسلم وحسن إسلامه ، ثم هلك بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قبل ردة أهل البحرين ، والعلاء عنده ، أميرا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم على البحرين.
* * *
__________________
(١) أى ما يحمله عليه.