رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعهده. فلما كانت الهدنة اغتنمها بنو الديل ، من بنى بكر من خزاعة ، وأرادوا أن يصيبوا منها ثأرا ، ورفدت بنى بكر قريش بالسلاح ، وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفيا ، حتى حازوا خزاعة إلى الحرم.
فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة ، وأصابوا منهم ما أصابوا ، ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم من العهد والميثاق ، بما استحلوا من خزاعة ـ وكانوا فى عقده وعهده ـ خرج عمرو بن سالم الخزاعى ، أحد بنى كعب ، حتى قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ـ وكان ذلك مما هاج فتح مكة ـ فوقف عليه وهو جالس فى المسجد بين ظهرانى الناس ، فقال :
يا رب إنى ناشد محمدا |
|
حلف أبينا وأبيه الأتلدا |
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : نصرت يا عمرو بن سالم. ثم عرض لرسول الله صلىاللهعليهوسلم عنان من السماء ، فقال : إن هذه السحابة لتستهل بنصر بنى كعب.
* * *
ثم خرج بديل بن ورقاء فى نفر من خزاعة ، حتى قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ، فأخبروه بما أصيب منهم ، وبمظاهرة قريش بنى بكر عليهم ، ثم انصرفوا راجعين إلى مكة ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم للناس : كأنكم بأبى سفيان قد جاءكم ليشد العقد ، ويزيد فى المدة.
ومضى بديل بن ورقاء وأصحابه حتى لقوا أبا سفيان بن حرب بعسفان ،