رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، واستقبلنا عمال خيبر غادين ، قد خرجوا بمساحيهم ومكاتلهم ، فلما رأوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم والجيش ، قالوا : محمد والخميس معه! فأدبروا هرابا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الله أكبر ، خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين!
وتدنى (١) رسول الله صلىاللهعليهوسلم الأموال يأخذها مالا مالا ، ويفتحها حصنا حصنا ، وأصاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم منهم سبايا ، منهن : صفية بنت حيى بن أخطب وكانت عند كنانة بن الربيع بن أبى الحقيق وبنتى عم لها ، فاصطفى رسول الله صلىاللهعليهوسلم صفية لنفسه.
وكان دحية بن خليفة الكلبى قد سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم صفية ، فلما اصطفاها لنفسه ، أعطاه ابنتى عمها ، وفشت السبايا من خيبر فى المسلمين.
* * *
وأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بكنانة بن الربيع ، وكان عنده كنز بنى النضير ، فسأله عنه ، فجحد أن يكون يعرف مكانه ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم رجل من يهود ، فقال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنى رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لكنانة : أرأيت إن وجدناه عندك : أأقتلك؟ قال : نعم. فأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالخربة فحفرت ، فأخرج منها بعض كنزهم ، ثم سأله عما بقى ، فأبى أن يؤديه ، فأمر به رسول الله صلىاللهعليهوسلم الزبير بن العوام ، فقال : عذبه حتى تستأصل ما عنده ، فكان الزبير يقدح بزند فى صدره حتى أشرف على نفسه ، ثم دفعه رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى محمد بن مسلمة ، فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة.
__________________
(١) تدنى : أخذ الأدنى فالأدنى.