القرظى ، صاحب عقد بنى قريظة وعهدهم ، وكان قد وادع رسول الله صلىاللهعليهوسلم على قومه ، وعاقده على ذلك وعاهده. فلما سمع كعب يحيى بن أخطب ، أغلق دونه باب حصنه ، فاستأذن عليه ، فأبى أن يفتح له ، فناداه حيى : ويحك يا كعب! افتح لى ، قال : ويحك يا حيى! إنك امرؤ مشئوم ، وإنى قد عاهدت محمدا ، فلست بناقض ما بينى وبينه ، ولم أر منه إلا وفاء وصدقا ، قال ويحك افتح لى أكلمك ، قال : ما أنا بفاعل ، قال : والله إن أغلقت دونى إلا عن جشيشك أن آكل معك منها ، فأحفظ الرجل ، ففتح له ، فقال : ويحك يا كعب ، جئتك بعز الدهر وببحر طام ، جئتك بقريش على قادتها وسادتها ، حتى انزلتهم بمجتمع الأسيال من رومة ، وبغطفان على قادتها وسادتها ، حتى أنزلتهم إلى جانب أحد ، قد عاهدونى وعاقدونى على ألا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه ، فقال له كعب : جئتنى والله بذل الدهر ، ويحك يا حيى ، فدعنى وما أنا عليه ، فإنى لم أر من محمد إلا صدقا ووفاء. فلم يزل حيى بكعب يفتله فى الذروة والغارب ، حتى سمح له ، على أن أعطاه عهدا من الله وميثاقا : لئن رجعت قريش وغطفان ، ولم يصيبوا محمدا ، أن أدخل معك فى حصنك ، حتى يصيبنى ما أصابك ، فنقض كعب بن أسد عهده ، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
* * *
فلما انتهى إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الخبر وإلى المسلمين ، بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم سعد بن معاذ بن النعمان ، وهو يومئذ سيد الأوس ، وسعد بن عبادة بن دليم ، أحد بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج ، وهو يومئذ سيد الخزرج ، ومعهما عبد الله بن رواحة ، أخو بنى الحارث بن الخزرج ، وخوات بن جبير ، أخو بنى عمرو بن عوف ، فقال : انطلقوا حتى تنظروا ، أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا؟ فإن كان حقّا ، فألحنو لى لحنا