عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر ، فى بنى فزارة ، والحارث بن عوف بن أبى حارثة المرى ، فى بنى مرة ، ومسعر بن رخيلة ، فيمن تابعه من قومه أشجع.
فلما سمع بهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وما أجمعوا له من الأمر ، ضرب الخندق على المدينة ، فعمل فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ترغيبا للمسلمين فى الأجر ، وعمل معه المسلمون فيه ، فدأب فيه ودأبوا ، وأبطأ عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعن المسلمين فى عملهم ذلك ، رجال من المنافقين ، وجعلوا يورون بالضعيف من العمل ويتسللون إلى أهليهم بغير علم من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا إذن ، وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته نائبة ، من الحاجة التى لا بد له منها ، يذكر ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويستأذنه فى اللحوق بحاجته ، فيأذن له ، فإذا قضى حاجته رجع إلى ما كان فيه من عمله ، رغبة فى الخير ، واحتسابا له.
* * *
ولما فرغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الخندق ، أقبلت قريش ، حتى نزلت بمجتمع الأسيال من رومة ، فى عشرة آلاف من أحابيشهم ، ومن تبعهم من بنى كنانة وأهل تهامة. وأقبلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد ، حتى نزلوا إلى جانب واحد ، وخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم والمسلمون ، حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع ، فى ثلاثة آلاف من المسلمين ، فضرب هناك عسكره ، والخندق بينه وبين القوم.
واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ، وأمر بالذرارى والنساء فجعلوا فى الآطام.
وخرج عدو الله حيى بن أخطب النضرى ، حتى أتى كعب بن أسد