القتيلين ، قالوا : نعم ، يا أبا القاسم ، نعينك على ما أحببت ، مما استعنت بنا عليه ، ثم خلا بعضهم ببعض ، فقالوا : إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه ـ ورسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد ـ فمن رجل يعلو على هذا البيت ، فيلقى عليه صخرة ، فيريحنا منه؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب ، أحدهم ، فقال : أنا لذلك ، فصعد ليلقى عليه صخرة كما قال ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم فى نفر من أصحابه ، فيهم أبو بكر وعمر وعلىّ ، رضوان الله عليهم.
فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الخبر من السماء بما أراد القوم ، فقام وخرج راجعا إلى المدينة ، فلما استلبث النبى صلىاللهعليهوسلم أصحابه ، قاموا فى طلبه ، فلقوا رجلا مقبلا من المدينة ، فسألوه عنه ، فقال : رأيته داخلا المدينة. فأقبل أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حتى انتهوا إليه صلىاللهعليهوسلم ، فأخبرهم الخبر ، بما كانت اليهود أرادت من الغدر به.
* * *
وأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالتهيؤ لحربهم ، والسير إليهم.
واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم. ثم سار بالناس حتى نزل بهم ، وذلك فى شهر ربيع الأول ، فحاصرهم ست ليال ، ونزل تحريم الخمر ، فتحصنوا منه فى الحصون ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بقطع النخيل ، والتحريق فيها ، فنادوه : أن يا محمد ، قد كنت تنهى عن الفساد ، وتعيبه على من صنعه ، فما بال قطع النخل وتحريقها؟
وقد كان رهط من بنى عوف بن الخزرج ، منهم عدو الله عبد الله ابن أبىّ بن سلول ، ووديعة ، ومالك بن أبى قوقل ، وسويدا وداعس ،