وسلم ، ليشرب منه ، فوجد له ريحا ، فعافه ، فلم يشرب منه ، وغسل عن وجهه الدم ، وصب على رأسه وهو يقول : اشتد غضب الله على من أدمى وجه نبيه. وكان سعد بن أبى وقاص يقول : والله ما حرصت على قتل رجل قط ، كحرصى على قتل عتبة بن أبى وقاص ، وإن كان ما علمت لسيئ الخلق مبغضا فى قومه ، ولقد كفانى منه قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اشتد غضب الله على من أدمى وجه رسوله.
فبينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالشعب ، معه أولئك النفر من أصحابه ، إذ علت عالية من قريش الجبل. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اللهم إنه لا ينبغى لهم أن يعلونا! فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرين ، حتى أهبطوهم من الجبل. ونهض رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى صخرة من الجبل ليعلوها ، وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ظاهر بين درعين ، فلما ذهب لينهض صلىاللهعليهوسلم لم يستطع ، فجلس تحته طلحة بن عبيد الله ، فنهض به ، حتى استوى عليها. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أوجب طلحة ، حين صنع برسول الله صلىاللهعليهوسلم ما صنع.
* * *
ثم إن النبى صلىاللهعليهوسلم صلى الظهر يوم أحد قاعدا من الجراح التى أصابته ، وصلى المسلمون خلفه قعودا. ولما خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أحد ، رفع حسيل بن جابر ، وهو اليمان أبو حذيفة بن اليمان ، وثابت ابن وقش ، فى الآطام مع النساء والصبيان ، فقال أحدهما لصاحبه ، وهما شيخان كبيران : لا أبا لك أما تنتظر؟ فو الله ما بقى لواحد منا من عمره إلا ظمء حمار ، إنما نحن هامة اليوم أو غد ، أفلا نأخذ أسيافنا ، ثم نلحق برسول