لا يأرب عليكم محمد وأصحابه. قال المطلب بن أبى وداعة : صدقتم. لا تعجلوا ، وانسل من الليل فقدم المدينة ، فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم ، فانطلق به.
* * *
ثم بعثت قريش فى فداء الأسارى ، فقيل لأبى سفيان : افد عمرا ابنك. قال : أيجمع على دمى ومالى ، قتلوا حنظلة ، وأفدى عمرا ، دعوه فى أيديهم ، يمسكوه ما بدا لهم.
فبينما هو كذلك ، محبوس بالمدينة عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إذ خرج سعد بن النعمان بن أكال ، معتمرا ، ومعه مرية (١) له ، وكان شيخا مسلما ، فى غنم له بالنقيع ، فخرج من هناك معتمرا ، ولا يخشى الذى صنع به ، لم يظن أنه يحبس بمكة ، إنما جاء معتمرا ، وقد عهد قريشا لا يتعرضون لأحد جاء حاجّا ، أو معتمرا ، الا بخير ، فعدا عليه أبو سفيان بن حرب بمكة ، فحبسه بابنه عمرو ، ومشى بنو عمرو بن عوف إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فأخبروه خبره ، وسألوه أن يعطيهم عمرو بن أبى سفيان ، فيفكوا به صاحبهم ، ففعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فبعثوا به إلى أبى سفيان ، فخلى سبيل سعد.
* * *
وقد كان فى الأسارى أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس. ختن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وزوج ابنته زينب.
__________________
(١) مرية ، تصغير امرأة.