حتى إذا كان بالروحاء لقيه المسلمون يهنئونه بما فتح الله عليه ، ومن معه من المسلمين ، فقال لهم سلمة بن سلامة : ما الذى تهنئوننا به؟ فو الله إن لقينا إلا عجائز صلعا كالبدن المعلقة ، فنحرناها. فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال : أى ابن أخى ، أولئك الملأ.
ثم مضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى قدم المدينة قبل الأسارى بيوم واحد.
وقدم بالأسارى حين قدم بهم ، وسودة بنت زمعة زوج النبى صلىاللهعليهوسلم عند آل عفراء ، فى مناحتهم على عوف ومعوذ ابني عفراء ، وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب.
* * *
تقول سودة : والله إنى لعندهم إذ أتينا ، فقيل : هؤلاء الأسارى قد أتى بهم. قالت : فرجعت إلى بيتى ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم فيه ، وإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو فى ناحية الحجرة ، مجموعة يداه إلى عنقه بجبل. قالت : فلا والله ما ملكت نفسى حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه ، أن قلت : أعطيتم بأيديكم ، ألا متم كراما؟ فو الله ما أنبهنى إلا قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم من البيت : يا سودة ، أعلى الله ورسوله تحرضين؟ قلت : يا رسول الله ، والذى بعثك بالحق ، ما ملكت نفسى حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه ، أن قلت ما قلت.
* * *
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين أقبل بالأسارى ، فرقهم بين أصحابه ، وقال : استوصوا بالأسارى خيرا.
(م ١٠ ـ الموسوعة القرآنية ـ ج ١)