نجا. قلت : أى بلال ، أبأسيري! قال : لا نجوت إن نجا. قلت : أتسمع يا ابن السوداء. قال : لا نجوت إن نجا. قال : ثم صرخ بأعلى صوته : يا أنصار الله ، رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نجوت إن نجا. فأحاطوا بنا حتى جعلونا فى مثل الحلقة وأنا أذب عنه. قال : فأخلف رجل السيف فضرب رجل ابنه فوقع ، وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط فقلت : انج بنفسك ، ولا نجاء بك ، فو الله ما أغنى عنك شيئا. فهبروهما بأسيافهم ، حتى فرغوا منهما ، فكان عبد الرحمن يقول : يرحم الله بلالا ، ذهبت أدراعى وفجعنى بأسيرى.
* * *
ويقول رجل من بنى غفار : أقبلت أنا وابن عم لى ، حتى أصعدنا فى جبل يشرف بنا على بدر ، ونحن مشركان ، ننتظر الوقعة على من تكون الدبرة ، فننتهب مع من ينتهب. قال : فبينما نحن فى الجبل ، إذ دنت منا سحابة ، فسمعنا فيها حمحمة الخيل ، فسمعت قائلا يقول : اقدم حيزوم ، فأما ابن عمى فانكشف قناع قلبه. فمات مكانه ، وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت.
ولم تقاتل الملائكة فى يوم سوى بدر من الأيام ، وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عددا ومددا. لا يضربون.
وكان شعار أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم بدر : أحد أحد.
فلما فرغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم من عدوه ، أمر بأبى جهل أن يلتمس فى القتلى.