وجه قومه ، معجزة لهود ، وأيّد ذلك صاحب الميزان في تفسيره بقوله : «ذلك أن ظاهر الجواب أن يقطع به ما ذكر من الرّد في صورة الحجة ، وفيها قولهم (ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ) ، ومن المستبعد جدا أن يهمل النبيّ هود عليهالسلام في دعوته وحجته التعرض للجواب عنه ، مع كون هذا التحدّى والتعجيز صالحا في نفسه لأن يتخذ آية معجزة» (١).
ونحن نتحفّظ على هذه الاستفادة ، لأن سياق الآية هو ردّ التحدي بصلابة في الموقف ترفض التراجع ، والتنازل ، أمام التهديدات ، لا المجابهة بالبيّنة التّي أرادوها ، لأن ما أرادوه كما يبدو ، هو المظاهر الخارقة للعادة حسّيا ، أو لأنّ ما ذكروه لم يكن طالبا للبيّنة ، بقدر ما كان إنكارا عناديا لما قدّمه من البيّنة ، فهم ليسوا في موضع من يبحث عن الحقيقة من موقع الحوار ، بل هم في وضع من يريد إنكار ضوء الشمس. كما أن موقف هود ، هو موقف من يريد إنهاء الحوار ، لا البدء في حوار جديد حول المعجزة الجديدة.
* * *
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ١٠ ، ص : ٢٩٠.