تحمل إلّا الإثارة في عالم الضباب ، وتلك هي أساليب الكفر والضلال في مواجهة بيّنات الهدى والإيمان ، كجزء من حركة الصراع في ساحة الدعوة والتحدي ...
(وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) أي إلى مجموعة معينة من السنين ، تبعا للحكمة الإلهية في عالم العقاب والثواب في الكون ، في ما يريده الله من تخطيط النظام فيه ، (لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ) في استفهام تعجيزيّ ، يقصدون به استعجال العذاب في أسلوب من التحدّي والسخرية والإنكار ، ولكن الله يقرر الحقيقة الحاسمة التي تحكم هذه الأمور ، فلكل شيء وقت محدود ، فإذا جاء وقته فلا بد أن يتحقق ما يريده الله ، (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ) لأن إرادة الله لا تنفك عن المراد ، (وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) وحلّ بهم العذاب الأليم الذي سخروا منه ، وواجهوا الحقيقة الحاسمة التي لا مفر منها.
* * *