لعلي ، فإنَّ علياً وليكم بعدي» (١).
وقد عرف له الصحابة هذه الولاية والمولوية ، وأقرّوا بها بمشهد ومسمع من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبأمر مؤكد منه ، وأول من أقرَّ له بها عمر ، إذ تقدم يوم غدير خم ، وقال له : «بخ .. بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت ، وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة» ، ثمَّ تقدم سائر من حضر من الصحابة ، فبايعه عليها (٢) ، ولم يقتصر إقرار الصحابة بالولاية لعلي عليهالسلام يوم غدير خم ، بل جرت عليه السيرة العملية لبعضهم بعد ذلك ، وإليك بعض الروايات التي نصت على إقرار كبار الصحابة بأنَّه مولى المؤمنين :
روي عن عمر ـ وقد جاءه اعرابيان يختصمان ـ فقال لعلي : اقض بينهما يا أبا الحسن ، فقضى علي بينهما ، فقال أحدهما : هذا يقضي بيننا! فوثت إليه عمر ، وأخذ بتلبيبه ، وقال : ويحك ، ما تدري من هذا؟!. هذا مولاي ، ومولى كل مؤمن ، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن (٣).
وروى سالم بن أبي الجعد ، قال : قيل لعمر : إنَّك تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحدٍ من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : إنَّه مولاي (٤).
وروى أبو فاختة ، قال : أقبل علي ، وعمر جالس في مجلسه ، فلمّا رآه عمر تضعضع ، وتواضع ، وتوسع له في المجلس ، فلمّا قام علي ، قال بعض القوم : يا أمير المؤمنين ، إنَّك تصنع بعلي صنعاً ما تصنعه بأحدٍ من أصحاب محمد ، قال عمر : وما
__________________
(١) البداية والنهاية ٧ / ٣٨١ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٩٩.
(٢) راجع ص ١٩ من هذا الكتاب.
(٣) ذخائر العقبى ٦٨ ، شواهد التنزيل ١ / ٣٥ ، الصواعق المحرقة ١٧٩.
(٤) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٣٥ ، شواهد التنزيل ١ / ٣٤٩ ، فيض القدير ٦ / ٢٨٢ ، المناقب ١٦٠.