الفِئَة الباغية
«ثم تلاها أهلُ الشام ، فسرت إليهم بعد الإعذار ، وهم لا يدينون دين الحق ، ولا يتدبرون القرآن ، همجٍ رعاع ضالون ، وبالذي أنزل على محمد فيك كافرون ، ولأهل الخلاف عليك ناصرون ، وقد أمر الله تعالى باتباعك ، وندب المؤمنين إلى نصرك ، وقال عزوجل : * (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)(١) * مولاي بك ظهر الحق ، وقد نبذه الخلق ، وأوضحت السنن بعد الدروس والطمس ، فلك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل ، ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل ، وعدوك عدو لله جاحد لرسول الله ، يدعو باطلاً ، ويحكم جائراً ، ويتأمر غاصباً ، ويدعو حزبه إلى النار» :
اللغة : الإعذار : أعذر فلان : أي كان منه ما يعذر به ، والإعذار المصدر ، وفي المثل : أعذر من أنذر.
التدبر في الأمر : التفكر فيه (٢).
همج رعاع : الهمج (بالتحريك) : جمع همجة : وهو ذباب صغير كالبعوضة ، يسقط على وجوه الغنم والحميرو أعينها ، ويستعار للأسقاط من الناس ، والجهلة.
والرَعاع (بالمهملات وفتح الأول) : العوام ، والسفلة (٣).
__________________
(١) التوبة ٩ : ١١٩.
(٢) لسان العرب.
(٣) مجمع البحرين.