حديث المنزلة (١)
«وأشهد أنَّك ما أقدمت ، ولا أحجمت ، ولا نطقت ، ولا أمسكت ، إلّا بأمر من الله ورسوله قلت : والذي نفسي بيده ، لقد نظر إليَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أضرب بالسيف قدماً ، فقال : يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنَّه لا نبي بعدي ، وأعلمك أنَّ موتك وحياتك معي ، وعلى سنتي فوَالله ما كذِبتُ ، ولا كُذبت ، ولا ضَللتُ ، ولا ضُلَّ بي ، ولا نسيت ما عهد إليَّ ربي ، وإنّي على بيِّنة من ربي ، بيَّنها لنبيه ، وبيَّنها النبي لي ، وإنّي لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظاً ، صدقت والله ، وقلت الحق» :
اللغة : أقدم على الأمر إقداماً ، والإقدام : الشجاعة. وحجمته عن الشي ، فأحجم : كففته ، فكف. أمسكتَ عن الكلام : سَكَتَّ (٢).
لقد تحدثنا فيما مرَّ من الشرح عن تقيّد الإمام علي عليهالسلام بما أمر به الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في جميع تصرفاته ، وذكرنا لذلك شواهد في أكثر من مناسبة ، والمقصود من الإقدام ، والإحجام ، والنطق ، والسكوت ـ هنا ـ ما دار في أمر الخلافة ، فقد طالب بها ، وعندما رأى أنَّ القوم مصرين على إبعاده عنها ، أحجم عن المطالبة بها ، وكان ذلك مراعاة منه لأحكام الدين ، وما أمره به سيد المرسلين صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(١) راجع كتاب (حديث المنزلة) للمؤلف.
(٢) الصحاح.