بيعة الإمام علي عليهالسلام والخروج عليه (١) ، يريد بذلك إثارة الفتنة عليه ، وتقويض حكمه ، وقد وافق ذلك ما عقدا عليه العزم ، وما كانا يصبوان إليه ، فأعدّا العدة لتنفيذه.
وما أن انتهى الإمام علي عليهالسلام من تجهيز جيشه ليتوجه به إلى الشام ، حتى وافته أخبار خروج الناكثين : عائشة ، وطلحة ، والزبير ، ومن تبعهم إلى البصرة ، فغيّر وجهته ، وتوجه بمن تبعه من المهاجرين والأنصار إلى البصرة ، وبعد أن استنقذها منهم ، توجه إلى الكوفة ليتخذها مقراً لخلافته ، ثم أرسل بيد جرير بن عبد الله البجلي رسالة إلى معاوية لأخذ البيعة (٢) ، ولكن معاوية أخذ يماطله ، ويعدّ العدة في الخفاء للحرب.
استعانة معاوية بعمرو :
كثرت المراسلات بين الإمام علي عليهالسلام ومعاوية ، وكان معاوية ـ بعد أن استمال الرؤساء والوجوه ـ قد كتب إلى عمرو بن العاص يستعين به على أمره ، ووعده بولاية مصر إن تمَّ له ما يريد ، فوعده عمرو بأن ينصره ، وسار إليه مؤثراً دنياه على آخرته في نصرة معاوية ، ووقوفه مع الباطل ضد الحق ، وبعد أن انضم عمرو إلى معاوية ، كتب معاوية إلى الإمام علي عليهالسلام يتهدده بالحرب.
رفع معاوية قميص عثمان علماً لأهل الشام ، وأظهر ظلامته ، واتهم الإمام علياً عليهالسلام بالتحريض على قتله ، ثم إيواء قاتليه ، وهو بذلك يحرضهم على الإستعداد للحرب.
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١ / ٢٣١.
(٢) شرح نهج البلاغة ٢ / ٦١.