الإخلاص لله تعالى
«السلام عليك يا أمير المؤمنين ، عبدت الله مخلصاً ، وجاهدت في الله صابراً ، وجُدت بنفسك محتسباً ، وعملت بكتابه ، واتبعت سنة نبيه ، وأقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ما استطعت ، لا تحفل في النوائب ، ولا تهن عند الشدائد ، ولا تحجم عن محارب ، أفك من نسب غير ذلك إليك ، وافترى باطلاً عليك ، وأولى لمن عَنَدَ عنك» :
اللغة : لا تحفل حفلت بكذا : باليت به ، يقال : لا تحفل به. أفك : كذب. إفترى : فرى فلان كذباً ، إذا خلقه ، وافتراه : اختلقه ، والإسم : الفرية. عَنَدَ عنك : عند عن طريق ، يعند (بالضم) ، عنوداً : أي عدل ، فهو عنود (١).
تحدثنا عن عبادة الإمام علي عليهالسلام وإخلاصه لله عزوجل في موضوع مستقل (٢) ، ونعود فنعطف على ما تقدم :
سأل ذعلب اليماني الإمام علياً عليهالسلام ، فقال : هل رأيت ربَّك؟!.
فقال ععليهالسلام : أفأعبد ما لا أرى؟!.
فقال : وكيف تراه؟!.
قال : لا تراه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان (٣).
__________________
(١) الصحاح.
(٢) ص ١١١ من هذا الكتاب.
(٣) نهج البلاغة ٢ / ٩٩.