علي عليهالسلام والحق المغتصَب
«وأشهد أنَّك ما اتقيت ضارعاً ، ولا أمسكت عن حقك جازعاً ، ولا أحجمت عن مجاهدة غاصبيك ناكلاً ، ولا أظهرت الرضا بخلاف ما يرضي الله مداهناً ، ولا وهنت لما أصابك في سبيل الله ، ولا ضعفت ، ولا استكنت عن طلب حقك مراقباً ، بل إذ ظلمت احتسبت ربَّك ، وفوَّضت إليه أمرك ، وذكَّرتهم فما ادَّكروا ، ووعظتهم فما اتَّعظوا ، وخوَّفتهم الله فما تخوَّفوا» :
اللغة : اتقى ، يتقي ترك خوفاً ، وحذراً ، ضرع ، ضراعة : خضع ، وذلَّ. الناكل : الجبان الضعيف. وهن : ضعف. إدّكروا ، ذكروا ، وأصله : إذتكروا ، فأدغم (١). المداهن (مِن داهن) : أظهر خلاف ما أضمر. استكان : خضع ، وذلَّ (٢).
موقف الإمام علي عليهالسلام من الخلافة :
هذه الفقرة من الزيارة تحدد موقف الإمام علي عليهالسلام من الخلافة وإمساكه عنها ، وتتضمن الشهادة له بأنَّه لم يترك حقه بالخلافة خوفاً وجبناً ، ولم يتردد عن الجهاد لاسترداد حقه المغتصب تذللاً ، أو جزعاً ، أو جنباً ، ولم يكن مخادعاً ، ومختالاً في إظهاره الرضا بالأمر الواقع.
ولتوضيح ما انطوت عليه هذه الشهادة لابد من معرفة أحقيته بالخلافة ، واستعراض ما حصل بعد وفاة الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم في شأن الخلافة ، وتنصيب
__________________
(١) الصحاح.
(٢) لسان العرب.