سَهمُ ذوي القربى
«ثمَّ أفرضوك سهم ذوي القربى مكراً ، وأحادوه عن أهله جوراً ، فلما آل الأمر إليك أجريتهم على ما أجريا رغبة عنهما بما عند الله لك ، فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عليهمالسلام عند الوحدة وعدم الأنصار» :
اللغة : أفرضوك : قطعوا عنك.
أحادوه : حاد عن الشي ، يحيد حيوداً : مال عنه ، وعدل (١).
بعد أن أخذ أبو بكر فدكاً من البضعة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ، قطع عن أهل البيت عليهمالسلام سهم ذوي القربى ، وقد أوجب الذكر الحكيم هذا السهم في قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّـهِ ... الآية)(٢).
يتفق المسلمون أنَّ المقصود بـ (ذي القربى) في الآية الكريمة هم : آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فرض الله تعالى لهم هذا السهم ، وحرَّم عليهم الصدقة إكراماً لهم لصلتهم النَسَبيَّة به ، وروى الحاكم الحسكاني بسنده عن الإمام علي عليهالسلام في تفسير هذه الآية الكريمة ، قال : «لنا خاصة ، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيباً ، كرامة أكرم الله نبيه وآله بها ، وأكرمنا عن أوساخ أيدي المسلمين» (٣) ، وروى الطبري بسنده
__________________
(١) الصحاح.
(٢) الأنفال ٨ : ٤١.
(٣) شواهد التنزيل ١ / ٢٨٥ وروي نزولها فيهم عن مجاهد وابن عباس.