من خصائص الولي عليهالسلام
«وأنت المخصوص بعلم التنزيل ، وحكم التأويل ، ونص الرسول» :
اللغة : أنزل الله الكلام : أوحى به (١) ، والتنزيل : الترتيب ، وبه سمي القرآن ، لأنّه أنزل منجَّماً (٢).
التأويل : إرجاع الكلام ، وصرفه عن معناه الظاهري إلى معنى أخص منه ، مأخوذ من آل ، يؤول : إذا رجع ، وفي حديث علي عليهالسلام : «ما من آية إلّا وعلمني تأويلها» : أي معناها الخفي ، لما تقرر من أنَّ لكل آية ظهراً وبطناً ، والمراد : أنَّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أطلعه على تلك المخفيات المصونة ، والأسرار المكنونة (٣).
مرّ بنا في فصول هذا الشرح أنَّ الإمام علياً عليهالسلام هو مستودع علم النبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنَّه تربى في حجره ، ولازمه ملازمة الظل لذيِّه ، وأخذ عنه علومه ، وقد واكب نزول القرآن الكريم من أول آية نزلت ، حينما كان معه في غار حراء عند بدء نزول الوحي عليه ، وحتى تمَّ نزول آخر آية قبيل رحلته إلى لقاء الله عزوجل ، وكان يتلقى منه تأويل الآيات ، وكان يكتب ما ينزل من كتاب الله تعالى عند نزوله ، فكان مصحفه الذي كتبه مرتّباً على نزول القرآن الكريم ، وكان يحفظه عن ظهر قلب ، ثمَّ يعمل به بكل دقة.
__________________
(١) المنجد.
(٢) مجمع البحرين.
(٣) مجمع البحرين بتصرف.