سيد الوصيين
(وسيد الوصيين) :
الإمام علي عليهالسلام وصي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هذا ما أخذه الشيعة من روايات أهل البيت عليهمالسلام ، ويتفق معهم المعتزلة حيث يقول ابن أبي الحديد : (أمّا الوصية فلا ريب عندنا أنَّ علياً عليهالسلام كان وصي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإن خالف في ذلك من هو منسوب ـ عندنا ـ إلى العناد ، ولسنا نعني بالوصية : (النص والخلافة) ، ولكن أمور أخرى ، لعلّها إذا لمحت أشرف وأجل) (١).
ويبدو أن الرأي السائد لدى أكثر الأشاعرة يتفق مع رأي الشيعة والمعتزلة في ذلك ، قال الفضل بن روزبها ـ في رده على العلّامة الحلي رحمهالله ـ (الوصي : قد يقال ويراد به : من أوصى له بالعلم والهداية ، وحفظ قوانين الشريعة ، وتبليغ العلم والمعرفة ، فإن أريد هذا من الوصي ، فمسلّم أنَّه كان وصيّاً لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا خلاف في هذا ، وإن أريد الوصية بالخلافة ، فقد ذكرنا بالدلائل العقلية والنقلية عدم النص في خلافة علي) (٢).
وعلى هذا يبدو أنَّ المسلمين جميعاً يتفقون على أنَّه الوصي ما عدا المتعصبين ، وهم الذين نسبهم ابن أبي الحديد إلى العناد.
وقد روى حديث الوصية أئمة الحديث ، وحفاظه في كتبهم عن عدد من
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١ / ١٣٩.
(٢) دلائل الصدق ٢ / ٢٤١.