وارث علم النبيّين
(ووارث علم النبيين) :
إنَّ جميع الرسالات السماوية تبتني على أسس واحدة ، وكلها جاءت لإرساء هذه الأسس ، وترسيخها ، لأنَّها جميعاً من مصدر واحد ، وتعمل لهدف واحد ، فكلُّ الرسالات دعت إلى عقيدة التوحيد ، وعبادة الله تعالى ، وجاءت بأحكام وتعليمات من أشنها : إحقاق الحق ، وإزهاق الباطل ، ونشر العدل ، ورفع الظلم ، وتوجيه البشرية نحو الخير ، والصلاح ، وإرشادها إلى مكارم الأخلاق ، وكلّما يسعدها في النشأتين ، ومحاربة كلّ ما يؤدي إلى معصية الله عزوجل : من الرذائل ، والأعمال القبيحة ، وما يؤدي إلى الإضرار بالناس في النشأتين.
لذا نجد أنَّ القرآن الكريم ذكر الكثير من أحكام الديانات السابقة ، وأقرها لتكون تشريعاً من تشريعات الدين الإسلامي الحنيف ، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تلقى عن طريق الوحي الكثير من سِيَر الأنبياء ، وعلومهم ، والتعليمات السماوية التي اُرسلوا بها ، وقد نص القرآن الكريم في آيات عديدة على تصديق الكتب السماوية السابقة بلفظ : (مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ)(١).
فالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الوارث لعلم الأنبياء بما تلقاه عن طريق الوحي ، ولمّا كان الإمام علي عليهالسلام باب مدينة علم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعيبة علمه ، ومستودع أسرار رسالته ، ووارث علمه ، فهو إذاً وارث علم النبيين عنه ، وإليك بعض الأحاديث التي نصت على أنَّه وارث علمه :
__________________
(١) البقرة ٢ : ٩٧ ، آل عمران ٣ : ٣ ، المائدة ٥ : ٤٨ ، فاطر ٣٥ : ٣١ ، الأحقاف ٤٦ : ٣٠.