السابق إلى طاعة الله تعالى
«لقد جاهدت في الله حق الجهاد ، وصبرت على الأذى صبر احتساب ، وأنت أول من آمن بالله ، وصلى له ، وأبدى صفحته في دار الشرك ، والأرض مشحونة ضلالة ، والشيطان يعبد جهرة ، وأنت القائل : لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ، ولا تفرّقهم عني وحشة ، ولو أسلمني الناس جميعاً لم أكن متضرِّعاً» :
اللغة : صفحة الرجل عرض صدره (١). أسلمني الناس ، أسلمه : خذله. متضرّعاً من : ضرع الرجل ، ضراعة : خضع وذلَّ (٢).
من كان مخلصاً لله تعالى في جهاده ، لا غاية له سواه ، وثبت في الحروب ، لا يفرّ من الزحف ، وتقيّد بتعليمات الشريعة التي تحدّد سلوك المجاهدين ، وتصرفاتهم عند النزال ، فجهاده حق الجهاد.
كانت عادة العرب الاندفاع لخوض غمار الحرب دفاعاً عن القبيلة عندما يشعرون بخطر يحيط بها ، ولا يهمهم أن يكونوا في قتالهم مع الحق أو عليه ، وسواء كانوا معتدين أو معتدى عليهم ، فغايتهم الدفاع عن الأحساب حمية ، وقد حصل للنبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم نظير ذلك ، حيث دافع عنه بنو هاشم وبنو المطّلب ، وشملتهم
__________________
(١) لسان العرب.
(٢) الصحاح.