إخلاص علي عليهالسلام في العبادة
(وعبدت الله مخلصاً له الدين) :
الإخلاص في الطاعة : ترك الرياء. ومن البديهي أنَّ الرياء يفسد النية ، ويحبط العمل ؛ لأنَّ فيه إشراك غير الله.
والإخلاص لله عزوجل في العبادة يتفرع عن معرفة العبد وإيمانه ، فكلما ازداد العبد معرفة وإيماناً بالله تعالى ، ازداد إخلاصاً له في عبادته ، وكلما قلت معرفته ، وضعف إيمانه ، كان أقل إخلاصاً.
والعبادة بدون معرفة ، وتعقل ، ويقين ، لا تعدوا أن تكون عادة من العادات التي يمارسها الإنسان ، فهي مجرد حركات وأعمال يؤديها ، وآيات وأذكار يقرؤها ، وهو ل يعرف ماذا يصنع؟. ولماذا؟. وهي بهذه الصفة لا تنفعه في دنياه ، ولا في آخرته ، إذ لا تترتب عليها الآثار المرجوة منها ، لعدم اقترانها بالمعرفة والعقيدة الصحيحة والتأمل ، والتعقل في أمور الدين ، يقول الإمام علي عليهالسلام : «كم من صائم ليس له من صيامه إلّا الجوع والضمأ ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلّا السهر والعناء ، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم» (١) ، وقال عليهالسلام ـ وقد مرَّ على رجل حروري يتهجد ـ : «نوم على يقين خير من صلاة في شك» (٢) ، وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنَّه قال : «قصم ظهري رجلان : جاهل متنسك ، وعالم متهتك» (٣).
__________________
(١) نهج البلاغة ٤ / ٣٥.
(٢) نهج البلاغة ٤ / ٢٢.
(٣) شرح نهج البلاغة ٢٠ / ٢٨٤.