ومِنْهُم مَن يَنتَظِر
«قال الله تعالى : * (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)(١) * ولما رأيت أن قتلت الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ، وصدقك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعده ، فأوفيت بعهده ، قلت أما آن أن تخضب هذه من هذه؟! أم متى يبعث أشقاها؟! واثقاً بأنَّك على بيِّنة من ربِّك ، وبصيرة من أمرك ، قادم على الله ، مستبشر ببيعك الذي بايعته به ، وذلك هو الفوز العظيم» :
اللغة : الناكثين : النكث : نقض ما تعقده ، وتصلحه من بيعة ، وغيرها ، وفي حديث علي كرم الله وجهه : أمرت بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين (٢).
القاسطين : القسوط : الجور ، والعدول عن الحق ، وقد قسط ، يقسط ، قسوطاً. قال الله تعالى : (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا)(٣). (٤)
المارقين : مرّ في الموضوع السالف.
أوفيت : أوفى بالعهد : وفى به : أعطاه وافياً تاماً.
كل من آمن بالله عزوجل معتنقا الدين الإسلامي الحنيف ، فقد ألزم نفسه بعهد مع الله تعالى ، يأتمر بموجبه بأوامره ، وينتهي عن نواهيه ، ويطبق أحكامه ، فإن وفى بعهده ، فأطاع ، وجاهد في سبيل الله تعالى ، باذلاً مهجته ، فهو مشمول بهذه الآية
__________________
(١) الأحزاب ٣٣ : ٢٣.
(٢) لسان العرب.
(٣) الجنّ ٧٢ : ١٥.
(٤) الصحاح.