نص خطبة الغدير
صلّى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بهم ، ثمَّ أمر بأن يُصنع له منبرٌ من أحداج الإبل ، فصُنِع ، فارتقاه في وسط القوم ، ورفع صوته ـ بحيث يسمعه جميع من حضر ـ وخطب قائلاً : «الحمد لله ، نستعينه ، ونؤمن به ، ونتوكل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيِّئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن ضلَّ ، ولا مضلَّ لمن هدى ، وأشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمداً عبده ورسوله.
أمّا بعد : أيّها ال ناس ... قد نبَّأني اللطيف الخبير : أنَّه لم يعمِّر نبي إلّا مثل نصف عمر الذي قبله ، وإنّي أوشك أن اُدعى فأجيب ، وإنّي مسئول ، وأنتم مسئولون ، فماذا أنتم قائلون؟. قالوا : نشهد أنَّك قد بلّغت ، ونصحت ، وجهدت ، فجزاك الله خيراً.
قال : ألستم تشهدون : أن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمداً عبده ورسوله ، وأنَّ جنَّتَه حق ، وناره حق ، وأن الموت حقّ ، وأنَّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنَّ الله يبعث من في القبور.
قالووا : بلى ، نشهد بذلك. قال : اللّهم اشهد. ثمَّ قال : أيّها الناس ... ألا تسمعون؟. قالوا : نعم. قال : فإني فرطٌ على الحوض ، وأنتم واردون عليَّ