حديث الغدير ـ : «اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه».
ولا مجال للسماوات بين ولي الله وعدوه ، وهذا أمر بيِّن لا يخفى على ذي لب ، يعرفه كل مسلم بالضرورة لشهرته ، وتواتره عن المشرع ، ويعرفه العقل بالبداهة ، فمن ساوى بينه عليهالسلام وبين أعدائه استحق اللعن لإصراره على الباطل ، وجحده ما أقره الشرع الشريف.
رجوع الصحابة للإمام علي عليهالسلام :
ينسب للخليل بن أحمد أنَّه أجاب من سأله عن الدليل على تقديم الإمام علي عليهالسلام للإمامة قائلاً : (استغناؤه عن الكل ، واحتياج الكل إليه ، دليل على أنَّه إمام الكل) (١).
هذه الحقيقة يكشف عنها التأريخ بما نقل من موارد كثيرة لمراجعة الصحابة ، وبشكل أخص الخلفاء للإمام علي عليهالسلام في كثير ممّا أشكل عليهم ، ولم يهتدوا إلى معرفته من الأحكام الشرعية ، والقضاء ، فكان أبو بكر يرجع إليه كلما أشكل عليه أمرٌ ، أو استعصت عليه مسألة ، وكذلك فعل عمر عندما تولى الخلافة ، وقد اشتهر ذلك عنه ، لأنَّ مدة خلافته كانت أطول ، وله في ذلك كلمات دونتها كتب التاريخ ، منها قوله : (لو لا علي لهلك عمر) (٢) ، وقوله : (لا أبقاني الله لمعضلى ليس لها أبو حسن) (٣) ، وقوله : (أعوذ بالله من معضلة ولا أبو حسن لها) (٤) ... إلى غير ذلك من
__________________
(١) لم أعثر على مصدر لهذا القول مع اشتهاره عن الخليل.
(٢) نظم درر السمطين ١٣٠ ، المناقب ١١ ، ينابيع المودة ٣ / ١٤٧.
(٣) أنساب الأشراف ١٠٠.
(٤) البداية والنهاية ٧ / ٣٩٧.