لمقاليد الأمور ، إذ وجد نفسه غير مرتبط بعهد ، ولا بيعة ، فغادر المدينة إلى مكة المكرمة ، التي غادرها بعد ذلك متوجهاً إلى الكوفة ، منطلقا في ثورته ضد ظلم بني أمية ، وطغيانهم.
مرّت الأحداث سراعاً ، فسار ركب السبط الشهيد عليهالسلام مغادراً مكة المكرمة نحو العراق ، لينقذ الأمة من الظلم والجور ، ويرسي قواعد العدل ، بعد أن يخلصها من أبناء الطلقاء ، ولكن الأمور سارت على غير هدى ، وإذا الذين وعدوه بالنصر ، ودعوه لإنقاذ أمة جده ، واستجاروا به من الظلم والجور بالأمس ، خرجوا اليوم مجردين سيوفهم لقتله ، وقتل أهل بيته وأصحابه ، وانظموا إلى جيش عدوه الفاسق. انتهت الأمور إلى فاجعة عظيمة ، تلك هي فاجعة كربلاء بما ارتكبت فيها من المآسي ، وانتهكت فيها الحرمات ، فقتل فيها آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ونهب متاعهم ، وسبيت نساؤهم وأطفالهم ، وكأنهم دعوا السبط الشهيد عليهالسلام ليستأصلوه وأهل بيته ، وأطفاله ، وأصحابه ، فكان ذلك جزاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أمته ، بعد أن أنقذهم من الضلال ، وهداهم لما فيه الخير والصلاح.
ومن ظَلَم الحسين عليهالسلام ، ومن قتله وأهل بيته وأصحابه ، ومن تابع عدوّه ، وأيده ، ومن رضي بما جرى عليه من الظلم ، والعدوان ، والبغي ، والقتل ، ومن أعان عليه ، أو خذله ، فهو مشترك مع القتلة الظالمين فيما اقترفوه ، وبذلك يستحق اللعن.
ظالمي آل محمد عليهمالسلام :
كان جزاء الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم من أمته التي هداها إلى طريق الخير والرشاد ، وأنقذها من الجاهلية ومفاسدها ، أن يحفظ في ذريته وأهل بيته ، وكان حق أهل البيت عليهمالسلام أن تراعى مودتهم امتثالاً لأمره تعالى حيث يقول : (قُل لَّا