علي عليهالسلام والهجرة
«وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح عليهالسلام إذ أجبت كما أجاب ، وأطعت كما أطاع إسماعيل ، صابراً محتسباً ، إذ قال له : * (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)(١) * وكذلك أنت لما أباتك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأمرك أن تضجع في مرقده ، واقياً له بنفسك ، أسرعت إلى إجابته مطيعاً ، ولنفسك على القتل موطنا ، فشكر الله تعالى طاعتك ، وأبان عن جميل فعلك ، بقوله جل ذكره : * (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ)(٢) *» :
اللغة : يشري : شريت الشيء ، أشريه ، شراءً : إذا بعته ، وإذا اشتريته ـ أيضا ـ (وهو من الأضداد) ، قال الله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ): أي يبيعها (٣).
يُبتلى الإنسان خلال حياته باختبارات كثيرة ، إذ تحل به أنواع من المحن ، والرزايا ، والكوارث ، ويقتحم هو كثيراً من الصعاب لغاية أو لأخرى ، والناس يختلفون في معالجة المواقف الصعبة التي تمرّ بهم بين من يقابلها بالجزع ، فيظهر عليه الوهن والفشل منذ اللحظة الأولى لابتلائه بها ، وبين من يقابلها بالصبر
__________________
(١) الصافات : ١٠٢.
(٢) البقرة ٢ : ٢٠٧.
(٣) الصحاح.