هذا الذنب العظيم ظلوم شديد الظلم ، لمخالفته الحق الصريح بجحده ما أمر به الشرع الشريف ، فهو ظالم لنفسه ، لأنَّه أوردها المهالك باتباعه الهوى ، ومخالفته الشريعة ، وهو ظالم للإمام علي عليهالسلام ، لأنه أنكر حقه ، وظالم للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنَّه خالف أوامره ، فهو أشقى الناس بما ارتكبه من ظلم ، وما حمَّل نفسه من تبعة مخالفة الكتاب ، والسنة ، وإقحامها في نار جهنم.
الهادي إلى الرشاد :
مرّ بنا أنَّ الإمام علياً عليهالسلام هو حجة الله عزوجل على العباد لعصمته ، ولما جاء عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه ، ومن كان مع الحق ، ويفصح عن أمر الله تعالى بما استودع من علم الكتاب العزيز ، والسنة النبوية الشريفة ، وما ألزم به نفسه من العمل بهما ، والإهتمام بتطبيقهما ، فهو الهادي إلى الرشاد ، وسيرته خير دليل على ذلك.
وقد جاء النقل يؤيد كونه هادياً في تفسير قوله تعالى : (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)(١). ففي حديث ابن عباس ، قال : (لما نزلت : * (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) قال رسول الله : «أنا المنذر ، وعلي الهادي من بعدي» وضرب بيده إلى صدر علي ، فقال : «أنت الهادي بعدي ، يا علي بك يهتدي المهتدون» (٢).
أما كون الإمام علي عليهالسلام العدة للمعاد ، فلتعلق كثير من الأحكام به ، فحبه علامة الإيمان ، وعبادة ، وبولايته يكمل الدين ... إلى غير ذلك من مختصاته التي شهد بها الكتاب والسنة ، ومن تعبد بما جاء فيه ، والتزم به ، تزود من دنياه لآخرته ، ومن أخلَّ بذلك لا يرى غير الخسران المبين ، لأنَّه خالف الكتاب والسنة.
__________________
(١) الرعد ١٣ : ٧.
(٢) تفسير ابن كثير ٢ / ٥٢٠ ، جامع البيان ١٣ / ١٤٢ ، شواهد التنزيل ١ / ٣٨٢ ، فتح الباري ٨ / ٢٨٤.