الثبات على السنة :
عاش الإمام علي عليهالسلام شطراً من حياته مع الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، تكفله طفلاً ، فنشأ ، وترعرع في كنفه ، وتلقى تربيته ، وعطفه ، وحنانه ، وانطبع بسلوكه ، فكان مثله الأعلى الذي يقتدي به في جميع شؤون حياته ، لم تفارق سيرته سنته ، ولم يفارق هدي النبوة ، وهو الذي تحمل أعباء الدعوة معه في حياته ، فكان المكافح الأول من أجل إعلاء كلمة الله تعالى في الأرض ، ولم يزل يتحمل أعباءها بعد وفاته ليواصل مسيرتها الظافرة.
كانت حياته جهاداً متواصلاً من أجل اتباع الكتاب والسنة ، وتطبيق أحكامها ، حتى لقي ربه متشحطاً بدمه في محراب مسجد الكوفة ، فكانت حياته مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وموته معه لأنَّه استشهد وهو ملتزمٌ بسنته ، متبعٌ لسيرته ، وقد مر بنا أنَّه في الجنة معه ، يحمل لواءه في المحشر ، وهو من سادات أهل الجنة.
اتهامه بالكذب :
الكذب صفة مبغوضة مستهجنة ، يستقبحها ذوو الألباب من جميع البشر على اختلاف معتقداتهم ومشاربهم ، لما فيها من الإخبار بالشي على خلاف حقيقته ، وقد حرَّمها الدين الإسلامي الحنيف ، واعتبرها من كبائر الذنوب ، التي يمثت الله مرتكبيها.
ومن كان ربيب الصادق الأمين صلىاللهعليهوآلهوسلم حاشاه أن يكذب ، وهو الإمام المعصوم ، وأحد الخمسة الذين شهد الذكر الحكيم بإذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم ، ولما كان المقصود بالرجس الذنوب فالكذب من كبائرها ، وارتكابه يتنافى مع ما جاء في فضله من الكتاب العزيز ، والسنة الشريفة.