أتاه رجلان يختصمان في رأس عمار ، فقال عبد الله بن عمرو بن العاص : (لتطب نفس كل واحد منكما لصاحبه برأس عمار ، فإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : تقتل عماراً الفئة الباغية) (١).
وروى ابن قتيبة أنَّ عمرواً قال للمتخاصمين في رأس عمار : (والله إن تتنازعان إلّا في النار ، سمعت رسول الله يقول : تقتل عماراً الفئة الباغية) (٢).
ومن قتتل عماراً فإنَّه يتسحق اللعن من الله عزوجل ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وملائكته ورسله أجمعين ، لأنَّه قتل مؤمناً من خيرة الصحابة ، وقد شهد الذكر الحكيم له بالإيمان مؤيداً شهادة الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك في قوله تعالى : (مَن كَفَرَ بِاللَّـهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ)(٣) ، روي في نزولها : (وأما عمار فإنَّه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً ، فاُخبِر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنَّ عماراً كفر ، فقال : «كلّا ، إنَّ عماراً مُليءَ إيماناً من قرنه إلى قدمه ، واختلط الإيمان بلحمه ودمه» ، فأتى عمار رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يبكي ، فجعل رسول الله عليه الصلاة والسلام يمسح عينيه ، وقال : «إن عاادوا لك فعد لهم بما قلت» ، فأنزل الله هذه الآية) (٤).
__________________
(١) أنساب الأشراف ٣١٢.
(٢) الإمامة والسياسة ١ / ١١٠.
(٣) النحل ١٦ : ١٠٦.
(٤) أسباب النزول ١٩٠ لباب النقول ١٣٥ ، وقد روى نزول هذه الآية فيه عدد من المفسرين والمحدثين.