البرهان المنير
«مولاي أنت الحجة البالغة ، والمحجة الواضحة ، والنعمة السابغة ، والبرهان المنير ، فهنيئاً لك بما آتاك الله من فضلٍ وتبّاً لشانئك ذي الجهل» :
اللغة : الحجة البرهان.
المحجة : جادة الطريق.
السابغة : شيء سابغ : أي كامل وافٍ ، وسبغت النعمة ، تسبغ (بالضم) ، سبوغاً : اتسعت. تبّاً : التباب : الخسران والهلاك ، وتقول : تبّاً لفلان ، تنصبه على المصدر بإضمار فعل : أي ألزمه الله هلاكاً وخسراناً (١).
الحجة البالغة : قد يراد بها التامة أو الواضحة ، وقد يراد بها المبلغ بها فهي بالغة لجميع من شمله التبليغ ، ويصح كلا الفرضين في الإمام علي عليهالسلام ، وقد تحدثنا في موضوع مستقل عن كونه حجة الله تعالى على العباد ، وأنَّ كونه حجة يثبت بخصائصه الشخصية ، كما يثبت بما صحَّ به النقل ، وقد بلّغ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الأمة بكل ما يدل على كونه حجة ، فهو حجة تامة واضحة من حيث الدلالة ، ومن حمله علوم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من كتاب وسنة.
وهو الطريق الواضح الذي من أراد الوصول من المؤمنين إلى مفاهيم سليمة وصحيحة للشريعة ، خالية من كل شائبة ، لما فيها من أسس ، وأحكام ، وآداب ، فلابد له أن يسلك هذا الطريق ، وأن يسير بهدي من هو عيبة علم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) الصحاح.