المسلمين ، وكان كثير الأذى له ، وقد اُسر يوم بدر مع من اُسر من المشركين ، فأمر النبي صلى الله عليه وآله سولم بقتله صبراً ، فاستعطفه ، وطلب منه أن يتركه كغيره من الأسرى ، وقال له : من للصبية؟. فأبى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تركه ، وأجابه : النار ، فعُرف الوليد وإخوته : بصبية النار (١).
وقد أعلن الذكر الحكيم فسق الوليد في آية أخرى لقضية سبقت نزول هذه الآية الكريمة ، عرف الوليد بالفسق على أثرها ، وملخص القضية : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أرسل الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق ، ليجبي منهم الزكاة ، وكان بينه وبينه مفي الجاهلية أمر ، وكانوا قد خرجوا لاستقباله ، فلما رآهم فرق ، وظن أنَّهم يريدون قتله ، فرجع وكذب على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بإخباره أنَّهم امتنعوا عن إعطاء الزكاة ، وأرادوا قتله ، فأرسل بعثاً لقتالهم ، بينما هم أرسلوا وفداً يحمل إليه الزكاة ، فوصل وفدهم والبعث الذي أرسل لقتالهم خارج المدينة ، فالتقوا بالبعث ، وسألوهم عن سبب خروجهم ، وأقسموا لهم بأنَّ رسول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يصل إليهم ، وأنَّهم جلبوا زكاتهم ، ليدفعوها إليه ، ثم دخلوا المدينة ، وأدَّوا إليه الزكاة ، وأخبروه بكذب الوليد ، فنزلت عليه الآية الكريمة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)(٢). (٣)
وعندما ولّاه عثمان الكوفة أيام خلافته ، تجاهر بالفسق ، فكان يشرب الخمر
__________________
(١) البداية والنهاية ٣ / ٣٧٢ ، شرح نهج البلاغة ١٥ / ١٩٧.
(٢) الحجرات ٤٩ : ٦.
(٣) راجع تفاصيل ما أوجز في : الآحاد والمثاني ٤ / ٣٠٩ ، أسباب النزول ٢٦١ ، تاريخ مدينة دمشق ٦٣ / ٢٢٧ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٣ ، تفسير ابن كثير ٤ / ٢٢٣ ، تفسير القرطبي ١٦ / ٣١١ ، تفسير مجاهد ٢ / ٦٠٦ ، جامع البيان ٢٦ / ١٦٠ ، شرح نهج البلاغة ٣ / ١٨ ، ٤ / ١٨ ، ١٧ / ٢٣٨ ، لباب النقول ٣٠١ ، مجمع الزوائد ٧ / ١٠٨ ، المعجم الكبير ٣ / ٢٧٤ ، ١٨ / ٧.