الخليفة ، لإلقاء الضوء على موقفه ، وأنَّ موقفه يوحي بهذه الشهادة.
لا شك أنَّ الإمام علياً عليهالسلام هو أولى الناس وأحقهم بالخلافة ، لاجتماع مؤهلات الخلافة فيه دون غيره ، فهو أفضل الأمة علماً وعملاً ، وهو الإمام المعصوم ، والذي سبقهم إلى الإيمان ، والجهاد ، وإلى كلِّ فضيلة ، وهو أقربهم من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأحبهم إليه.
وإذا عطفنا على مؤهلاته للخلافة ـ والتي تدل على أحقيته بها عقلاً ـ ما جاء به النقل من تفسير لآيات الذكر الحكيم ، وما صح ، وتواتر به النقل من الحديث النبوي الشريف كأحاديث الولاية ، وحديث المنزلة ، وما نص من الحديث على أنَّه أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وخاتمهم ، وإمام المتقين ، وخليفة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنَّه يبين للأمة ما اختلفوا فيه من بعده (١) ، إنَّ مدلولات هذه الأحاديث تؤكد لكل منصف أحقيته بالخلافة بما لا يقبل الشك والتردد.
اُقصي الإمام علي عليهالسلام عن الخلافة ثلاث مرات ، فبعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان هو وأهل البيت عليهمالسلام مشغولين بتجهيز الجثمان الطاهر ، بينما كان المسلمون يتنازعون على الخلافة ، طلبها الأنصار ، ونافسهم عليها المهاجرون ، وانتهى النزاع بغلبة قريش بدعوى القرابة ، وغُلب الأنصار على أمرهم بسبب النزاع القبلي بين الأوس والخزرج ، وفرضت خلافة أبي بكر ، وتمت البيعة له بإكراه فئة ، وتعصب أخرى.
وامتنع عن بيعة أبي بكر الإمام علي عليهالسلام وكافة بني هاشم رهط النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعدد من أجلّاء الصحابة ، وذوي الفضل منهم من أمثال : سلمان ، وعمار ، وأبي ذر ،
__________________
(١) ما أشير إليه من الآيات والأحاديث تم بحثه وذكر مصادره في مختلف مواضيع هذا الكتاب.