الصفحه ١٦٢ :
طاعة إلّا عمل
بأشدهما وأشقهما (١)».
كظمه الغيظ وعفوه :
الذي يثير الغيظ في النفس هو تعرض
الصفحه ٢٠٦ : الجائعين ، والعراة ، والذين
يعيشون تحت السماء لا يؤويهم سقف؟!.
إنَّ النزعة الإنسانية ، والنفس التي
هذبها
الصفحه ٢١٣ : ، وليس هو ممن يطلق العنان للسانه ،
ليتفوه بدون تفكير ، تبعاً لهوى النفس ، بل يطبق على نفسه ما جاء في
الصفحه ٢٩٨ :
النزعات الذاتية ، التي لا يملك الإنسان زمام نفسه عندما يواجهها ، إلّا إذا كان
مؤمناً ، قد روَّض نفسه على
الصفحه ٢٩٩ : ، لأنَّهما يصطدمان بميله
النفسي إلى أقربائه ، وأحبائه ، وكل إنسان ـ في العادة ـ يفضِّل ذويه ومحبيه بصورة
الصفحه ١١٦ : ، والهم الدائم ،
فلم تخرجه عن طوره ، بل كان يسلي نفسه بهذا الأسلوب البليغ الذي يدل على عمق
إيمانه ، ولكن
الصفحه ١٨٨ :
جوده بالنفس :
والجود بالنفس هو تعريضها للتلف من أجل
بلوغ غاية نبيلة ، كالجهاد في سبيل الله عزوجل
الصفحه ٤١٣ : ، لأمر الله تعالى ، وأمر رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
دون اكتراث بالمخاطر ، بل ببذل النفس في سبيل الله
الصفحه ٨٤ : عليهم ، والإفتراءات عليه
بذلك.
وقد نهج أصحاب الجمل نفس النهج ، واستند
الخوارج إلى حجة واهية ، فاتهموه
الصفحه ١٤١ : الحنيف ،
مقراً بأن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم
رسول الله ، فقد ألزم نفسه بعهد
الصفحه ١٦٤ :
الْمُعْتَدِينَ)(١).
(٢) إنّها الشهامة ،
وكرم النفس ، والقلب الطاهر الذي ملأه الإيمان ، فلم يبق فيه
الصفحه ١٦٨ : وتتوق نفسه إليها ، فينتظرها بشوق ولهفة ، وقد أنبأ الذكر
الحكيم عمّا في نفسه في قوله تعالى : (مِّنَ
الصفحه ٢٠٨ : ، وإعراضه عن ملذاتها الزائلة ، وهو يطبق على نفسه ما يقوله في هذا
المجال ، وما ينصح الناس به ، حيث يقول
الصفحه ٢٣٠ : ، وما حمَّل نفسه من تبعة
مخالفة الكتاب ، والسنة ، وإقحامها في نار جهنم.
الهادي إلى الرشاد :
مرّ بنا
الصفحه ٢٨٨ : مجال يؤمئذٍ لأن يدفع الإنسان عن
نفسه بتأويل باطل ، أو تعصب ، وعناد يموِّه بهما ، هناك تتكشف الحقائق