تفسيره فيه من الذكر الحكيم ، وما صرَّحت به السنة النبوية الشريفة ، فقد شك في صحة ما جاء به المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يؤمن برسالته إيماناً صحيحاً ، وإنَّما أظهر الإيمان نفاقاً.
وللعدول عن الإمام علي عليهالسلام بواعث تختلف باختلاف من عدلوا عنه : فالذين أقصوه عن الخلافة أولاً ، عدلوا عنه حسداً ، أو بغضاً ، لأنَّه وترهم بقتله لذويهم من رجال الشرك الذين أجهزوا على المدينة المنورة للقضاء على الإسلام ونبيه ومعتنقيه ، فتعصب القرشيون ضده ، وأقصوه عن الخلافة ، وهذا الموقف ضده جرى على قواعد العصبية القبلية التي كانت تسود في الجاهلية ، والتي ألغاها الدين الإسلامي الحنيف ، وإلى جانب هؤلاء وقف ضده المنافقون كيداً للإسلام ، وبغضاً لأهل البيت عليهمالسلام.
وأمّا من جاء بعدهم على مرِّ العصور ، وتابعوهم على العدول عنه ، فهم بين من اتبع سنة السلف على التعصب ، والبغض ، والنفاق ، وبين من أثرت فيه الشبهات ، وغررت به الدعاية الأموية ، وهؤلاء يشكلون الغالبية العظمى ممن عدل عنه ، وقد تأثر هؤلاء بما عمل من أجله معاوية ، حيث بذل أقصى الجهد في محاولة الإنتقاص من الإمام علي عليهالسلام ، فلم يجد مجالاً لذلك ، فعمل على وضع أحاديث في فضائل الصحابة ، ليقابل بها فضائله ، ويعارضها ، واشترى ضمائر بعض من يسمَّون بالصحابة ، وبعض التابعين ، فبذل لهم الأموال الطائلة ليضعوا له أحاديث في ذمه وانتقاصه.
ولم يكتف معاوية بذلك ، بل أمر ولاته بأن يمنعوا الناس من التحدث بفضائل الإمام علي عليهالسلام ، كما أمرهم بإرهاب من يتحدث بفضائله ، بأن يسجن ، ويقطع عطاؤه ، وتهدم داره ، كل ذلك لستر مناقبه ومآثره ، ثم أمر الناس وأكرههم على لعنه