علي عليهالسلام وعبيدة عندما طلب شيبة ، وعتبة ، والوليد أن يبرز إليهم أكفاؤهم من بني هاشم ، ومواقفه في بدر وأحد مشهودة مشهورة ، وقد اغتالته يد الإثم في اُحد بتدبير وتشجيع من هند بنت عتبة التي مثلت به بعد القتل ، فاستخرجت كبده ولاكتها ، فعرفت لذلك بآكلة الأكباد.
جعفر الطيار :
والأخ هو : جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب عليهالسلام ، وهو من السابقين إلى الإسلام ، حيث كان مع أبيه أبي طالب ، فوجدا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلي ، والإمام علي عليهالسلام يصلي عن يمينه ، فقال أبو طالب لابنه جعفر : (صل جناح ابن عمك) (١) فانظم إليهما ، ليكون ثالثاً ، وقد أرسله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على من هاجر من المسلمين إلى الحبشة هرباً بدينهم من مشركي قريش ، وكان لحديثه مع النجاشي ملك الحبشة أثر كبير ، أدى إلى اهتمامه بالمسلمين ، وتصلبه في أمرهم عندما جاء وفد قريش مع عمرو بن العاص يطالبون النجاشي أن يسلم المسلمين إليهم ، ليردّوهم إلى مكة ، فأبى عليهم ذلك ، واهتم برعايتهم.
ولحق جعفر ومعه المسلمون الذين هاجروا إلى الحبشة بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد الهجرة إلى المدينة ، واستقراره فيها ، فوصلوا المدينة المنورة يوم فتح خيبر في السنة السابعة للهجرة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لست أدري أي الأمرين أسر إلي أفتح خيبر؟. أم قدوم جعفر؟» (٢).
وانظم جعفر إلى صفوف المجاهدين ، إلى أن أمَّره الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم على
__________________
(١) أسد الغابة ١ / ٢٨٧ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٧٢.
(٢) أنساب الأشراف ٤٣.