الجيش الذي جهزه لحرب الروم في السنة الثامنة للهجرة ، فقاتل حتى قطعت يداه ، واستشهد في مؤتة حيث قبره الآن ، وقد أخبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن الله تعالى أبدله عن يديه المقطوعتين بجناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة ، ولذا لقب بالطيار ، وبذي الجناحين (١).
ومن كان على هذه الدرجة م الإيمان ، ومن الفداء ، وبذل النفس في سبيل الله ، والتضحية من أجل إعلاء كلمة التوحيد ، حتى نيل الشهادة ، كحمزة وجعفر عليهماالسلام ، اللذين لقيا الله عزوجل مضرجين بدمائهما الطاهرة ، وقد مثل بهما أعداء الله تشفياً منهما ، لأنَّهما يدعوان إلى الله عزوجل ، ويجاهدان لإعلاء كلمته في الأرض ، فلا شك أنَّهما والإمام علياً عليهالسلام ممن قصدتهم الآية الكريمة ، وهم أظهر مصاديقها ، وأنَّهم ممن اشترى الله تعالى منهم أنفسهم ، فبذلوها في سبيله ، ولم يتخلفوا يوماً عن سوح الجهاد ، حتى استشهدوا في سبيله ، ودراسة سيرتهم خير شاهد على ذلك.
وهذا ينطبق على الآية الثانية ؛ لأنَّها تضمنت صفات هي من أظهر ما امتازت به حياة هؤلاء الثلاثة منذ بدء الدعوة حتى نال كل واحد منهم الشهادة ، مقتفين أثر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم سائرين على هديه ، لا يحيدون عن نهجه القويم.
__________________
(١) أنساب الأشراف ٤٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٢٧ / ٢٥٧ ، شرح نهج البلاغة ١٥ / ٧١ ، كنز العمال ١٣ / ٤٤٧ ، المعجم الأوسط ٧ / ٨٨.