سنة ٦١١ ابتدأ فيه من مدينة حلب وكتب ما رآه برا وبحرا من المزارات المتبركة والمشاهد ، وذكر أنه لم ير كثيرا مما ذكره أصحاب التواريخ ببلاد الشام والعراق وخراسان والمغرب واليمن وجزائر البحر ، ولا شك أن قبورهم اندرست ، وذكر أن الأنكتار ملك الفرنج أخذ كتابه ورغب في وصوله إليه فلم يجب ومنها ما غرق في البحر وأنه زار أماكن ودخل بلادا من سنين كثيرة فنسي أكثر ما رآه واعتذر عنه مع أنه ذكر فيه زيارات الشام وبلاد الإفرنج والأراضي المقدسة وديار مصر والصعيدين والمغرب وجزائر البحر وبلاد الروم والجزيرة والعراق وأطراف الهند والحرمين واليمن وبلاد العجم ، وهذا مقام لا يدركه أحد من السائحين والزهاد إلا رجل كال الأرض بقدمه وأثبت ما ذكره بقلبه وقلمه. اه.
أقول : هذا الكتاب من جملة مخطوطات مكتبة المدرسة العثمانية بحلب ، وهو في مجلد لطيف يبلغ ست كراريس أوله : قال العبد الفقير إلى رحمة ربه المستغفر من خطيئته وذنبه علي بن أبي بكر الهروي غفر الله له ولجميع المسلمين يا رب العالمين : الحمد لله حق حمده والصلاة على خير خلقه محمد النبي الأمي وآله وصحبه وشرف وكرم ، أما بعد فقد سألني بعض الأخوان الصالحين والخلان الناصحين أن أذكر له ما زرته من الزيارات وما شاهدته من العجائب والعمارات ورأيته من الأصنام والطلسمات في الربع المسكون والقطر المعمور إلخ. وقد فقد هذا الكتاب من المكتبة المذكورة من عشر سنوات كما فقد منها جل نفائس المخطوطات وذلك لإهمال متولي وقف المدرسة وقيّم المكتبة ، وعد الفاضل أحمد تيمور باشا المصري في مقالته التي نشرها في مجلة الهلال المصرية في سنتها الثامنة والعشرين هذا الكتاب في نوادر المخطوطات ، وقال : يوجد منه نسخة في المكتبة السلطانية ونسختان في خزانتنا اه. ووجدت نسخة منه عند الفاضل أديب أفندي تقي الدين نقيب الأشراف سابقا بدمشق الشام ، ولهذا الكتاب مختصر في مكتبة المدرسة العثمانية لا زال موجودا كتب عليه إن مختصره علي بن سعيد [ ولا أعلم من هو ] قال المختصر : صنف الكتاب الأصلي الشيخ الزاهد السائح علي بن أبي بكر الهروي بعد ما طاف البلاد برا وبحرا إلخ.
(٥) معجم البلدان لياقوت الرومي الحموي المتوفى بحلب سنة ٦٢٦
قال جرجي زيدان في كتابه تاريخ آداب اللغة العربية : هو معجم جغرافي كبير بأسماء البلاد ، بل هو خزانة علم وأدب وتاريخ وجغرافية ، لأنه إذا ذكر بلدا أورد شيئا من