وقال نقلا عن ابن شداد عن مختصر البلدان لابن عبد الحق : قيل كان حلب وحمص وبردعة أخوة من بني عمليق فبنى كل واحد منهم مدينة سميت به.
فتبين مما تقدم أن الباني لحلب للمرة الأولى على التحقيق هو بلوكوش ملك الموصل ، وكان الوالي من قبله على خطة حلب هو حلب بن مهر فسميت باسم الوالي ، ومنه يتبين أن ما قيل في سبب تسميتها أن إبراهيم عليهالسلام كان يحلب غنمه فيها الجمعات ويتصدق به فيقول الفقراء حلب حلب فسميت به لا أصل له ، وتفنيد صاحب المعجم لهذا القول في محله.
ومما يؤيد ما حققناه أن حلب ممنوعة من الصرف ولو كانت عربية مأخوذة من الحلب لنونت وصرفت.
وفي المعجم : وتلقب بالشهباء والبيضاء لبياض أرضها وأحجارها ولأنها إذا أشرف عليها تراءت له بيضاء.
ذكر بناء حلب للمرة الثانية
قال في الدر المنتخب : قال أوشارس إن في السنة الأولى من تاريخ الإسكندر ملك سلوقوس الذي يقال له نيكافوس على سوريا وبابل وهذا الرجل بنى سلوقية وأفامية والرها وحلب واللاذقية
وقال نقلا عنه : وجدت في بعض الكتب أن جميع عدد السنين منذ خلق الله آدم عليهالسلام إلى أول سنة من عدد اليونانيين وتعرف بسني الإسكندر خمسة آلاف ومايتان وإحدى وعشرين سنة ( في أبي الفدا ٥٢٨١ ) وهذا يدل على أن سلوقوس بنى حلب مرة ثانية ، ولعلها كانت خربت بعد بناء بلوكوش فجدد بناءها سلوقوس فإن ما بين المدتين ما يزيد على ألف ومائتي سنة.
وقال صاحب المعجم نقلا عن أبي نصر يحيى بن جرير الطبيب التكريتي النصراني : كان الملك على سوريا وبابل والبلاد العليا سلوقوس نيقطور وهو سرياني وملك في السنة الثالثة لبطليموس بن لاغوس بعد ممات الإسكندر ، وفي السنة الثالثة عشرة من مملكته بنى