ذكر حصر بلك بن بهرام الرها وأسر صاحبها
قال ابن الأثير : في هذه السنة سار بلك بن بهرام ولد أخي إيلغازي إلى مدينة الرها فحصرها وبها الفرنج ، وبقي على حصرها مدة فلم يظفر بها ، فرحل عنها فجاءه إنسان تركماني وأعلمه أن جوسلين صاحب الرها وسروج قد جمع من عنده من الفرنج وهو عازم على كبسه ، وكان قد تفرق عن بلك أصحابه وبقي في أربعمائة فارس فوقف مستعدا لقتالهم ، وأقبل الفرنج فمن لطف الله تعالى بالمسلمين أن الفرنج وصلوا إلى أرض قد نضب عنها الماء فصارت وحلا غاصت خيولهم فيه فلم تتمكن مع ثقل السلاح والفرسان من الإسراع والجري فرماهم أصحاب بلك بالنشاب فلم يفلت منهم أحد ، وأسر جوسلين وجعل في جلد جمل وخيط عليه وطلب منه أن يسلم الرها فلم يفعل وبذل في فداء نفسه أموالا جزيلة وأسرى كثيرة فلم يجبه إلى ذلك ، وحمله إلى قلعة خرتبرت فسجنه بها وأسر معه ابن خالته واسمه كليام وكان من شياطين الناس ، وأسر أيضا جماعة من فرسانه المشهورين فسجنهم معه اه.
سنة ٥١٦
محاصرة إيلغازي لرزدنا ونوار
وعودته إلى حلب لمرض نزل به وتوجهه إلى ميافارقين ووفاته بها
قال ابن العديم : وفي المحرم من سنة ست عشرة وخمسمائة سار إيلغازي إلى الشرق ليجمع العساكر فمات وزيره بحلب أبو الفضل بن الموصل في صفر فولي الوزارة أبو الرجاء ابن سرطان. وعبر إيلغازي وبلك في سابع عشر شهر ربيع الآخر الفرات وكان بلك غازى ابن أخيه بهرام بن أرتق واستدعاه من أعمال الروم وبيده عدة قلاع بالقرب من ملطية وصحبتهما عدة من التركمان دون ما جرت عادته باستصحابه ، فعزل أبا الرجال بن السرطان عن الوزارة وقبض عليه لسعاية سعى بها عليه ، ونزل إيلغازي زردنا ونزل عليها في العشرين من جمادى الأولى وحصرها أياما وأخذ حوشها ، وكان صاحبها قد سمع حين عبر إيلغازي الفرات أنه ينزلها فجمع أصحابه واستحلفهم على المصابرة من وقت نزولهم عليها مدة خمسة