يقوم لهيبته المسلمون |
|
صفوفا لفرد إذا يطلع |
فإن قيل قد أقبل الجاثليق |
|
تحفّى له ومشى يظلع |
قال في زبدة الحلب : وسار المعتضد في سنة ٢٨٧ خلف وصيف خادم ابن أبي الساج إلى الثغور إلى أن لحقه فضم الثغور أيضا إلى كورة وعاد إلى أنطاكية ووصيف معه ، ثم رحل إلى حلب فأقام بها يومين ، ووجد لوصيف بعد أسره في بستان بحلب مال كان دفنه وهو بها مع مولاه مبلغه ستة وخمسون ألف دينار فحمل إلى المعتضد.
ولاية أحمد بن سهل التوشجاني سنة ٢٨٩
ثم رحل المعتضد إلى بغداد فمات في شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وتولى الخلافة ولده أبو محمد ولقب بالمكتفي ، فصرف الحسن بن علي كورة عن ولايته وولى أحمد بن سهل التوشجاني في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين ومايتين ثم صرف عنها.
ولاية أبي الأغر خليفة بن المبارك السلمي سنة ٢٩٠ ومحاربته للقرامطة
وولى حلب في هذه السنة أبا الأغر خليفة بن المبارك السلمي ووجهه إليها لمحاربة القرمطي صاحب الخال لعنه الله ، فإنه كان قد عاث في البلاد وغلب على حمص وحماة ومعرة النعمان وسلمية وقتل أهلها وسبى النساء والأطفال ، وقدم أبو الأغر في عشرة آلاف فارس فأنفذ القرمطي سرية فخرج أبو الأغر إلى وادي بطنان ، فلما استقر وافاه جيش القرمطي يقدمه المطوق غلامه وكبسهم وقتل عامة أصحابه وخادما جليلا يقال له بدر القدامي وسلم أبو الأغر في ألف رجل ، فصار إلى قرية من قرى حلب وخرج إليه ابنه في جماعة من الرجال والأولياء فدخل إلى حلب وأقام القرامطة على مدينة حلب على سبيل المحاصرة ، فلما كان يوم الجمعة سلخ شهر رمضان من سنة تسعين ومائتين تسرع أهل مدينة حلب إلى الخروج للقاء القرامطة فوقعت الحرب بين الفئتين ورزق الله الحلبيين النصر عليهم ، وخرج أبو الأغر فأعانهم فقتل من القرامطة خلق كثير ، وخرج أبو الأغر يوم عيد