دولة بني حمدان
استيلاء سيف الدولة على حلب سنة ٣٣٣
وذكر دولة بني حمدان من هذه السنة إلى سنة ٣٩٤
قال في زبدة الحلب : قد كان سيف الدولة طلب من أخيه ولاية ، فقال له أخوه ناصر الدولة : الشام أمامك وما فيه أحد يمنعك عنه ، وعرف سيف الدولة اختلاف الكلابيين وضعف أبي الفتح عن مقاومته ، فسار إلى حلب ، فلما وصل إلى الفرات خرج أخوة أبي الفتح عثمان بن سعيد بأجمعهم للقاء سيف الدولة ، فرأى أبو الفتح أنه مغلوب إن جلس عنهم وعلم حسدهم له ، فخرج معهم ، فلما قطع سيف الدولة الفرات أكرم أبا الفتح دون أخوته وأركبه معه في العمادية ، وجعل سيف الدولة يسأله عن كل قرية يجتاز بها ما اسمها فيقول أبو الفتح : هذه الفلانية ، حتى عبروا بقرية يقال لها أبرم وهي قرية قريبة من الغابا فقال له سيف الدولة : ما اسم هذه القرية ؟ فقال أبو الفتح : أبرم ، فظن سيف الدولة انه أبرمه بالسؤال فقال له : أبرم من الإبرام ، فسكت سيف الدولة عن سؤاله ، فلما عبروا بقرى كثيرة ولم يسأله عنها علم أبو الفتح بسكوت سيف الدولة فقال له أبو الفتح : يا سيدي يا سيف الدولة وحق رأسك إن القرية التي عبرناها اسمها أبرم ، واسأل عنها غيري ، فتعجب سيف الدولة من ذكائه ، فلما وصل إلى حلب أجلسه معه على السرير ، ودخل سيف الدولة حلب يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وكان القاضي بها أحمد بن محمد بن ماثل ، فعزله وولى أبا حصين