قال ابن الأثير : وفيها في تاسع شعبان كان بالشام وكثير من البلاد زلازل كثيرة ، وكان أكثرها بالشام ففارق الناس مساكنهم وانهدم بأنطاكية كثير من المساكن وهلك تحتها عالم كثير وخرب من سورها تسعون برجا فأمر السلطان ملكشاه بعمارتها اه.
سنة ٤٨٥
في هذه السنة في النصف من شوال توفي السلطان ملكشاه وهو ملكشاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق ، وكان مولده في سنة سبع وأربعين وأربعمائة ، وكان من أحسن الناس صورة ومعنى وخطب له من حدود الصين إلى آخر الشام ومن أقاصي بلاد الشام في الشمال إلى آخر بلاد اليمن ، وحملت له ملوك الروم الجزية ولم يفته مطلب ، وكانت أيامه أيام عدل وسكون وأمن فعمرت البلاد ودرت الأرزاق. اه باختصار من أبي الفداء ، وله ولوزيره نظام الملك ترجمة حافلة في ابن خلكان وفي ابن الأثير في حوادث هذه السنة.
ذكر التحاق آقسنقر بتتش بن ألب أرسلان
ثم ببركياروق بن ملكشاه بن ألب أرسلان سنة ٤٨٦
قال ابن الأثير : كان تتش بن ألب أرسلان صاحب دمشق وما جاورها من بلاد الشام ، فلما كان قبل موت أخيه السلطان ملكشاه سار من دمشق إليه ببغداد ، فلما كان بهيت بلغه موته فأخذ هيت واستولى عليها وعاد إلى دمشق يتجهز لطلب السلطنة ، فجمع العساكر وأخرج الأموال وسار نحو حلب وبها قسيم الدولة آقسنقر ، فرأى قسيم الدولة اختلاف أولاد صاحبه ملكشاه وصغرهم فعلم أنه لا يطيق دفع تتش فصالحه وصار معه ، وأرسل إلى باغي سيان صاحب أنطاكية وإلى بوزان صاحب الرها وحران يشير عليهما بطاعة تاج الدولة تتش حتى يروا ما يكون من أولاد ملكشاه ، ففعلوا وصاروا معه وخطبوا له في بلادهم وقصدوا الرحبة فحصروها وملكوها في المحرم في هذه السنة وخطب لنفسه بالسلطنة ، ثم ساروا إلى نصيبين فحصروها فسب أهلها تاج الدولة ففتحها عنوة وقهرا وقتل