سنة ٥٣٦
إغارة الفرنج على سرمين
قال ابن العديم : في هذه السنة أغار الفرنج على بلد سرمين وأخربوا ونهبوا ، ثم تحولوا إلى جبل السمّاق ، وكذلك فعلوا بكفر طاب وتفرقوا فأغار علم الدين بن سيف الدين سوار مع التركمان إلى باب أنطاكية وعادوا بالغنائم والوسيق العظيم.
وأغار لجه التركي وكان قد برح عن دمشق إلى خدمة زنكي على بلد الفرنج في جمادى فساق وسبى وقتل ، وذكر أن عدة المقتولين سبعمائة رجل.
ونهض سوار ( نائب أتابك زنكي في حلب ) في شهر رمضان إلى بلد أنطاكية ، وعند الجسر جمع عظيم وخيم مضروبة من الفرنج ، فخاض التركمان إليهم العاصي وكسروا الجميع هناك وقتلوا كل من كان بالخيم ونهبوا وسبوا وعادوا إلى حلب بالوسيق العظيم والأسرى والرؤوس. وخرج ملك أنطاكية إلى وادي بزاعة فخرج سوار فردهم إلى الشمال ، واجتمع سوار وجوسلين بين العسكرين فاتفق الصلح بينهما.
سنة ٥٣٧
قال في الروضتين : في هذه السنة سار الشهيد إلى بلد الهكارية وكان بيد الأكراد وقد أكثروا في البلاد الفساد ، إلا أن نصير الدين جقر نائب السلطان الشهيد بالموصل كان قد ملك كثيرا من بلادهم ، فلما بلغها الشهيد حصر قلعة الشعباني ( اسمها أشب ) وهي من أعظم قلاعهم وأحصنها فملكها وأخربها وأمر ببناء قلعة العمادية عوضا عنها ، وكانت هذه العمادية حصنا كبيرا عظيما فأخربه الأكراد لعجزهم عن حفظه لكبره ، فلما ملك أتابك الشهيد البلاد التي لهم قال : إذا عجز الأكراد عن هذا الحصن فأنا بحول الله لا أعجز عنه ، فأمر ببنائه ، وكان رحمهالله ذا عزم ونفاذ أمر فبنى الحصن وسماه القلعة العمادية نسبة إلى لقبه عماد الدين. اه.