من أهلها خلقا كثيرا ونهبت الأموال وفعل فيها الأفعال القبيحة ، ثم سلمها إلى الأمير محمد ابن شرف الدولة العقيلي وسار يريد الموصل وأميرها يومئذ إبراهيم بن قريش بن بدران (١)
قال أبو الفداء : لما قصد تتش الموصل في هذه السنة سنة ٤٨٦ خرج إبراهيم لقتاله والتقوا بالمضيح من أعمال الموصل وجرى بينهم قتال شديد انهزمت فيه المواصلة وأخذ إبراهيم بن قريش أسيرا وجماعة من أمراء العرب فقتلوا صبرا ، وملك تتش الموصل واستناب عليها علي بن مسلم بن قريش وأمه ضيفة عمة تتش ، وأرسل تتش إلى بغداد يطلب الخطبة فتوقفوا فيها ، ثم سار تتش واستولى على ديار بكر وسار إلى أذربيجان وكان قد استولى بركياروق بن ملكشاه على كثير منها فسار بركياروق إلى عمه تتش ليمنعه فقال آقسنقر : نحن إنما أطعنا تتش لعدم قيام أحد من أولاد السلطان ملكشاه ، أما إذا كان بركياروق بن السلطان قد تملك فلا نكون مع غيره ، وخلى آقسنقر تتش ولحق ببركياروق فضعف تتش لذلك وعاد إلى الشام.
ذكر قتل قسيم الدولة آقسنقر وملك تتش حلب والجزيرة
وديار بكر وأذربيجان وهمدان والخطبة له ببغداد سنة ٤٨٧
وولاية الحسن بن علي الخوارزمي في هذه السنة أيضا
قال ابن الأثير : في هذه السنة في جمادى الأولى قتل قسيم الدولة آقسنقر ، وكان سبب قتله أن تاج الدولة تتش لما عاد من أذربيجان منهزما لم يزل يجمع العساكر فكثرت جموعه وعظم حشده ، فسار في هذا التاريخ عن دمشق نحو حلب ليطلب السلطنة ، فاجتمع قسيم الدولة آقسنقر وبوزان وأمدهما ركن الدين بركياروق بالأمير كربوقا الذي صار صاحب الموصل ، فلما اجتمعوا ساروا إلى طريقه فلقوه عند نهر سبعين قريبا من تل
__________________
(١) هو أخو مسلم بن قريش وقد قدمنا أنه ولي حلب سنة ٤٧٨ بعد قتل أخيه ولم تطل مدته في الولاية وتغلب عليه الشريف بن الحبيبي.