علينا العرب وقربوا منا ، وقبض في الحال على ابن الدوقس وابن لؤلؤ وجماعة معهما فاضطرب الناس واختلفوا ، ورحل الملك وتبعهم العرب وأهل السواد حتى الأرمن يقتلون وينهبون وأخذوا من الملك أربعمائة بغل محملة مالا وثيابا ، وهلك كثير من الروم عطشا ونجا الملك وحده ، ولم يسلم معه من أمواله وخزائنه شيء البتة ، وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا. وقيل في عوده غير ذلك ، وهو أن جمعا من العرب ليس بالكثير عبر على عسكره وظن الروم أنها كبسة فلم يدروا ما يفعلون ، حتى إن ملكهم لبس خفا أسود وعادة ملوكهم لبس الخف الأحمر ، فتركه ولبس الأسود ليعمي خبره على من يريده ، وانهزموا وغنم المسلمون جميع ما كان معهم.
سنة ٤٢٢
ذكر ملك الروم قلعة أفامية [ في نواحي المعرة ]
قال ابن الأثير : في هذه السنة ملك الروم قلعة أفامية بالشام ، وسبب ملكها أن الظاهر خليفة مصر سير إلى الشام الدزبري وزيره فملكه وقصد حسان بن المفرج الطائي فألح في طلبه ، فهرب منه ودخل بلد الروم ولبس خلعة ملكهم وخرج من عنده وعلى رأسه علم فيه صليب ومعه عسكر كثير ، فسار إلى أفامية فكبسها وغنم ما فيها وسبى أهلها وأسرهم وسير الدزبري إلى البلاد يستنفر الناس للغزو.
ذكر ملك نصر الدولة بن مروان مدينة الرها سنة ٤١٦
وذكر ملك الروم لها سنة ٤٢٢
وذكر استعادتها من الروم سنة ٤٢٧
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤١٦ : في هذه السنة ملك نصر الدولة بن مروان صاحب ديار بكر مدينة الرها ، وكان سبب ملكها أن الرها كانت لرجل من بني نمير يسمى