الوليد إليه أن عمر نقص رزقي وظلمني ، فغضب يزيد وعزله وأغرمه كل رزق جرى عليه في ولاية عمر ويزيد كلها فلم يل له عملا حتى مات ، ومات يزيد بن عبد الملك بالبلقاء في شعبان سنة خمس وماية ، والبلقاء كورة كبيرة بين منبج وحلب وهي من أعمال منبج قبليها قرب وادي بطنان.
خلافة هشام بن عبد الملك
وولي الخلافة بعده أخوه هشام بن عبد الملك وتوفي سنة خمس وعشرين وماية. وقال أبو الفرج الأصبهاني في الجزء الرابع من الأغاني :
أخبرني عمي قال : حدثنا أحمد بن أبي حيثمة قال : ذكر ابن أبي النطاح عن أبي اليقظان أن إسماعيل بن يسار دخل على هشام بن عبد الملك في خلافته وهو بالرصافة جالس على بركة له في قصره فاستنشده وهو يرى أنه يمدحه فأنشده قصيدته التي يفتخر فيها بالعجم :
يا ربع رامة بالعلياء من ريم |
|
هل ترجعنّ إذا حييت تسليمي |
ما بال حي غدت بزل المطي بهم |
|
تحذى لغربتهم سيرا بتقحيم |
كأنني يوم ساروا شارب سلبت |
|
فؤاده قهوة من خمر داروم |
حتى انتهى إلى قوله :
إني وجدك ما عودي بذي خور |
|
عند الحفاظ ولا حوضي بمهدوم |
أصلي كريم ومجدي لا يقاس به |
|
ولي لسان كحد السيف مسموم |
أحمي به مجد أقوام ذوي حسب |
|
من كل قرم بتاج الملك معموم |
جحاجح سادة بلج مرازبة |
|
جرد عتاق مساميح مطاعيم |
من مثل كسرى وسابور الجنود معا |
|
و الهرمزان لفخر أو لتعظيم |
أسد الكتائب يوم الروع إن زحفوا |
|
و هم أذلوا ملوك الترك والروم |
يمشون في حلق الماذيّ سابغة |
|
مشي الضراغمة الأسد اللهاميم |
هناك إن تسألي تنبي بأن لنا |
|
جرثومة قهرت عز الجراثيم |